السلامـ عليكم ـ
يعتبر الفنان و المؤلف المسرحي « أحمد الطيب العلج » واحداً ممن ارتكزت عليه تألقات المسرح المغربي ، حيث تقلد في حياته أوسمة و شهادات تقدير على إبداعه في مسيرة الحركة المسرحية هناك .
و كان له دور بارز من ولادة أول عمل مسرحي عام 1923 بعدما ازدهرت أعمال المسرح في لبنان على يد مارون النقاش ، و في مصر على يد أبي خليل القباني و انتقلت الى تونس و الجزائر ثم المغرب في الربع الأول من القرن العشرين حيث ظهرت فرقة مسرحية و قدمت « انتصار الحق بالباطل » من تأليف عبد الخالق طريس و الفنان المسرحي « الطيب العلج » شاهدت له عملاً مسرحياً في دمشق « النشبة » الذي قدمه في مهرجان دمشق للفنون المسرحية ، حيث كان العمل عادياً في نظر النقاد العرب ، و اتهموه بأنه لا يزال غارقاً في الكلام الكثير ، وفي أجواء النكتة و الفرجة ، و من المؤلفين العرب الذي تعامل معه المسرح السوري فقد قدم له المخرج الراحل « فواز الساجر » مسرحية « حليب الضيوف » و هو ثاني عمل له على مسرح الشعب بحلب و يقول عنها الناقد « رياض عصمت » « إنها مسرحية تعتمد على التجريد و لكنه تجريد الواقع و ليس تجريداً ذهنياً محضاً و هي خلق فني للحياة و ليس تصويراً أميناً لشريحة منها » و أحداثها تدور حول مجموعة من الشباب الكسالى يتمتعون بحلاوة الفراغ منتظرين منةً تأتيهم من السماء ،ويخيب سعي هؤلاء حين تأتي الهدية المنتظرة من الأعيان فإذا بها لبن خالطه كثير من الماء ذلك أن كل غني قد مزج لبنه بالماء اعتماداً على أن غيره لم يفعل ذلك لكن ( أحد الكسالى يثور على الوضع المهين لجماعته فيخرج عنها ليعمل عند تاجر غني كان يبحث عمن يساعده وما يلبث أن يصبح غنياً هو الآخر لقاء جهوده ،وتعتبر هذه المسرحية من أفضل المسرحيات له بعد أن اجتاز مرحلة «الاقتباس» .
< FONT size=4 face="Courier New">وله عمل آخر مثل المسرح القومي السوري في القاهرة صيف عام 2791 وهو مسرحية « السعد» أخرجها أسعد فضة وهي مزيج بين الفن والشعوذة وتدور حول شخصية «عصفور» الذي يكابد آلام الوجود ويسعى إلى الخلاص غير أن كبرياء زوجته وشره خصومه يجبرانه على استخدام الشعوذة حتى في حضرة الحاكم وذلك كي ينتصر على خصومه وأخيراً يرفع القناع عن وجهه ويقول الحقيقة التي تسلمه الى الجلاد وأخطر ما تطرحه المسرحية كما يقول الناقد «رياض عصمت» هو فكرة المصلحة الفردية وهو أمر تحاول أن تدينه في النهاية بسرعة وأيضاً اعتبر هذا العمل أقل جودة من حليب الضيوف الذي تطرح فكرته سؤالاً هل يمكن أن يكون ا لانتظار حلاً ،وتلتقي مع مسرحية «في انتظار غورو » لصاموئيل بيكيت إلا أنها تختلف عنها في طبيعة الانتظار ،وفي عام 0891 قمت بإخراج مسرحيته «حمار الشاهد» واطلعت منذ أيام على مسرحية له بعنوان «الجمل» .
أعود بعد هذا الحديث عن أهم مسرحياته لأظهر عن بداياته مع الاقتباس فهو أول المؤلفين الذي اجتهد في هذا المضمار وهو اول من اقتبس عن م وليير بل بعضهم اكد انه اقتبس جميع اعماله وشغفه بهذا الفرنسي جاء لحبه للطرافة والضحك وارضاء الرغبات البدائية للجمهور ومحاكاة كل جديد وهذا شأن سيطر على اعمال « العلج » في معظم أنواع المسرح من « الحلقة والبساط واحتفال سلطان الطلبة » وقد كان من الفنانين المرموقين في الفن المسرحي الاحترافي في المغرب الى جانب زميله الطيب الصديقي ويقول الدكتور علي الراعي : « وقد عملا مستقلين في أغلب الأحيان وتعاونا حيناً في سبيل مجد المسرح المغربي » وعندما تم تشكيل الفرقة الوطنية برز في صفوفها أحمد الطيب العلج واقتبس كثيراً من اعمال بن جونسون « فولبوني » وشكسبير « هاملت ويوليوس قيصر » وموليير « المثري النبيل » وسوفو كليس « أوديب ودينار » وقدم أعمالاً عربية لتوفيق الحكيم والشابي كما انه ساهم في اغناء المكتبة العربية بأكثر من أربعين مسرحية موضوعة ما عدا المسرحيات المغربية اما الدكتور « حسن المنيعي » فيبين طريقة العلج في الكتابة ووصفها بانها تقوم على تعرية المجتمع وكشف أمراضه وأنها تزاوج في المسرحية الواحدة بين الواقعية والخيالية « الفانتازيا » وبفضل نتاجه المتعدد يعتبر المؤلف الشعبي الوحيد الذي عرف كيف يخلق مسرحاً مغربياً أصيلاً عن ط ريق ترويضه للنص لقد عاب بعض النقاد المغاربة أعمال « العلج » المقتبسة التي دامت اكثر من عشرين عاماً وذلك لهيامه بشيخ المسرح الفرنسي موليير التي كانت كما يقول الناقد « اديب السلاوي » علامة مميزة لمواسم مسرحية كاملة كما أنه لم يخف تأثره بهذا الكاتب الضاحك في أغلب أعماله الفنية وانتقده البعض بإعادة عروض لمرات عديدة ومتكررة مثل مسرحية « حادة » «وعمى الزلط» و«ملاك الدويرة» و«اليانصيب» وكذلك غرقه في «الضحك» رغم أن أحداثاً وتقلبات وصراعات حضارية واقتصادية وسياسية حدثت بين 1955 - 1974 م كان لابد أن يكون انعكاسها أكثر حظاً على المسرح والتي كان من شأنها أن تربطه بالجماهير الواعية .
إن الاقتباس الذي استخدمه «العلج» وغيره من المؤلفين المغاربة لم يعتبروه بمقاييسه عيباً ،بل أقروا ضرورة تطعيم المسرح المغربي بالروائع العالمية ،بل إنهم خافوا منه لخطره الكبير وسيطرته على الحركة المسرحية لمدة طويلة من الزمن رغم أن معرفتهم بالاقتباس الذي يعني «مطابقة المسرحية لواقع اللغة والشعب الذي توجه اليه المسرحية دون خيانة لفك رة الكاتب وأغراضه والحقيقة ما قدمته فرق الهواة المغربية كان أقرب للتشويه والتحوير ،وما عودة المؤلفين المحترفين ومنهم «العلج» الى الاقتباس مرة أخرى شيء لامبرر له وبرأي النقاد المغاربة سوى قصور في الابداع وفي الخلق والعمل الجاد» ويدافع «العلج» عن عملية الاقتباس في تجربته فيراها : «لقد اعتبرت الاقتباس في بداية حياتي الفنية مدرسة عملية تلقنت فيها كثيراً من دروس التقنية المسرحية في «البناء الدرامي» في تسلسل الأحداث وفي تحديد العقليات و الشخوص والحبكة بوجه عام . ويضيف العلج بقوله المنشور في كتاب «المسرح المغربي» لأديب السلاوي : « ومن الاقتباس انفتحت على آفاق عديدة في مجال الفكر والثقافة المسرحية العامة فاقتبست من موليير وراسين ، وكورتوليس ، وماريغو ، وجوجول وتشيخوف ،وشكسبير وكثير من عمالقة الفكر المسرحي الشيء الذي جعلني أرتوي من كل النزعات اليمينية واليسارية الجامحة والمعتدلة والتعرف في نفس الوقت من حيث الشكل على كثير من النماذج » ويمكن استنتاج حصيلة عمله في الاقتباس أنه كان مدرسة له تعلم فيها البناء الدرامي وكان تأليفاً جديداً لفكرة قديمة .
و كان له دور بارز من ولادة أول عمل مسرحي عام 1923 بعدما ازدهرت أعمال المسرح في لبنان على يد مارون النقاش ، و في مصر على يد أبي خليل القباني و انتقلت الى تونس و الجزائر ثم المغرب في الربع الأول من القرن العشرين حيث ظهرت فرقة مسرحية و قدمت « انتصار الحق بالباطل » من تأليف عبد الخالق طريس و الفنان المسرحي « الطيب العلج » شاهدت له عملاً مسرحياً في دمشق « النشبة » الذي قدمه في مهرجان دمشق للفنون المسرحية ، حيث كان العمل عادياً في نظر النقاد العرب ، و اتهموه بأنه لا يزال غارقاً في الكلام الكثير ، وفي أجواء النكتة و الفرجة ، و من المؤلفين العرب الذي تعامل معه المسرح السوري فقد قدم له المخرج الراحل « فواز الساجر » مسرحية « حليب الضيوف » و هو ثاني عمل له على مسرح الشعب بحلب و يقول عنها الناقد « رياض عصمت » « إنها مسرحية تعتمد على التجريد و لكنه تجريد الواقع و ليس تجريداً ذهنياً محضاً و هي خلق فني للحياة و ليس تصويراً أميناً لشريحة منها » و أحداثها تدور حول مجموعة من الشباب الكسالى يتمتعون بحلاوة الفراغ منتظرين منةً تأتيهم من السماء ،ويخيب سعي هؤلاء حين تأتي الهدية المنتظرة من الأعيان فإذا بها لبن خالطه كثير من الماء ذلك أن كل غني قد مزج لبنه بالماء اعتماداً على أن غيره لم يفعل ذلك لكن ( أحد الكسالى يثور على الوضع المهين لجماعته فيخرج عنها ليعمل عند تاجر غني كان يبحث عمن يساعده وما يلبث أن يصبح غنياً هو الآخر لقاء جهوده ،وتعتبر هذه المسرحية من أفضل المسرحيات له بعد أن اجتاز مرحلة «الاقتباس» .
< FONT size=4 face="Courier New">وله عمل آخر مثل المسرح القومي السوري في القاهرة صيف عام 2791 وهو مسرحية « السعد» أخرجها أسعد فضة وهي مزيج بين الفن والشعوذة وتدور حول شخصية «عصفور» الذي يكابد آلام الوجود ويسعى إلى الخلاص غير أن كبرياء زوجته وشره خصومه يجبرانه على استخدام الشعوذة حتى في حضرة الحاكم وذلك كي ينتصر على خصومه وأخيراً يرفع القناع عن وجهه ويقول الحقيقة التي تسلمه الى الجلاد وأخطر ما تطرحه المسرحية كما يقول الناقد «رياض عصمت» هو فكرة المصلحة الفردية وهو أمر تحاول أن تدينه في النهاية بسرعة وأيضاً اعتبر هذا العمل أقل جودة من حليب الضيوف الذي تطرح فكرته سؤالاً هل يمكن أن يكون ا لانتظار حلاً ،وتلتقي مع مسرحية «في انتظار غورو » لصاموئيل بيكيت إلا أنها تختلف عنها في طبيعة الانتظار ،وفي عام 0891 قمت بإخراج مسرحيته «حمار الشاهد» واطلعت منذ أيام على مسرحية له بعنوان «الجمل» .
أعود بعد هذا الحديث عن أهم مسرحياته لأظهر عن بداياته مع الاقتباس فهو أول المؤلفين الذي اجتهد في هذا المضمار وهو اول من اقتبس عن م وليير بل بعضهم اكد انه اقتبس جميع اعماله وشغفه بهذا الفرنسي جاء لحبه للطرافة والضحك وارضاء الرغبات البدائية للجمهور ومحاكاة كل جديد وهذا شأن سيطر على اعمال « العلج » في معظم أنواع المسرح من « الحلقة والبساط واحتفال سلطان الطلبة » وقد كان من الفنانين المرموقين في الفن المسرحي الاحترافي في المغرب الى جانب زميله الطيب الصديقي ويقول الدكتور علي الراعي : « وقد عملا مستقلين في أغلب الأحيان وتعاونا حيناً في سبيل مجد المسرح المغربي » وعندما تم تشكيل الفرقة الوطنية برز في صفوفها أحمد الطيب العلج واقتبس كثيراً من اعمال بن جونسون « فولبوني » وشكسبير « هاملت ويوليوس قيصر » وموليير « المثري النبيل » وسوفو كليس « أوديب ودينار » وقدم أعمالاً عربية لتوفيق الحكيم والشابي كما انه ساهم في اغناء المكتبة العربية بأكثر من أربعين مسرحية موضوعة ما عدا المسرحيات المغربية اما الدكتور « حسن المنيعي » فيبين طريقة العلج في الكتابة ووصفها بانها تقوم على تعرية المجتمع وكشف أمراضه وأنها تزاوج في المسرحية الواحدة بين الواقعية والخيالية « الفانتازيا » وبفضل نتاجه المتعدد يعتبر المؤلف الشعبي الوحيد الذي عرف كيف يخلق مسرحاً مغربياً أصيلاً عن ط ريق ترويضه للنص لقد عاب بعض النقاد المغاربة أعمال « العلج » المقتبسة التي دامت اكثر من عشرين عاماً وذلك لهيامه بشيخ المسرح الفرنسي موليير التي كانت كما يقول الناقد « اديب السلاوي » علامة مميزة لمواسم مسرحية كاملة كما أنه لم يخف تأثره بهذا الكاتب الضاحك في أغلب أعماله الفنية وانتقده البعض بإعادة عروض لمرات عديدة ومتكررة مثل مسرحية « حادة » «وعمى الزلط» و«ملاك الدويرة» و«اليانصيب» وكذلك غرقه في «الضحك» رغم أن أحداثاً وتقلبات وصراعات حضارية واقتصادية وسياسية حدثت بين 1955 - 1974 م كان لابد أن يكون انعكاسها أكثر حظاً على المسرح والتي كان من شأنها أن تربطه بالجماهير الواعية .
إن الاقتباس الذي استخدمه «العلج» وغيره من المؤلفين المغاربة لم يعتبروه بمقاييسه عيباً ،بل أقروا ضرورة تطعيم المسرح المغربي بالروائع العالمية ،بل إنهم خافوا منه لخطره الكبير وسيطرته على الحركة المسرحية لمدة طويلة من الزمن رغم أن معرفتهم بالاقتباس الذي يعني «مطابقة المسرحية لواقع اللغة والشعب الذي توجه اليه المسرحية دون خيانة لفك رة الكاتب وأغراضه والحقيقة ما قدمته فرق الهواة المغربية كان أقرب للتشويه والتحوير ،وما عودة المؤلفين المحترفين ومنهم «العلج» الى الاقتباس مرة أخرى شيء لامبرر له وبرأي النقاد المغاربة سوى قصور في الابداع وفي الخلق والعمل الجاد» ويدافع «العلج» عن عملية الاقتباس في تجربته فيراها : «لقد اعتبرت الاقتباس في بداية حياتي الفنية مدرسة عملية تلقنت فيها كثيراً من دروس التقنية المسرحية في «البناء الدرامي» في تسلسل الأحداث وفي تحديد العقليات و الشخوص والحبكة بوجه عام . ويضيف العلج بقوله المنشور في كتاب «المسرح المغربي» لأديب السلاوي : « ومن الاقتباس انفتحت على آفاق عديدة في مجال الفكر والثقافة المسرحية العامة فاقتبست من موليير وراسين ، وكورتوليس ، وماريغو ، وجوجول وتشيخوف ،وشكسبير وكثير من عمالقة الفكر المسرحي الشيء الذي جعلني أرتوي من كل النزعات اليمينية واليسارية الجامحة والمعتدلة والتعرف في نفس الوقت من حيث الشكل على كثير من النماذج » ويمكن استنتاج حصيلة عمله في الاقتباس أنه كان مدرسة له تعلم فيها البناء الدرامي وكان تأليفاً جديداً لفكرة قديمة .