(1)
غيب الماضي:
ويقصد به إنباء القرآن عن أخبار الماضين وقصص السابقين، كقصة آدم، وقصة نوح، وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام .
وذكر تفصيلات تلك القصص : يدل على أن القرآن كلام الله وليس كلام رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه من المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمي لا علم له بأخبار السابقين.
ولم يكتفِ القرآن الكريم بإخبار الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله بقصص الأنبياء السالفين الذين لم يشهد زمانهم، حين قصّ عليه ..
قصّة آدم أبي البشر عليه السّلام وخروجه من الجنّة .
وقصّة ابنَي آدم عليه السّلام (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ) (1) وكيف سَوّلت لقابيل نفسُه قَتْلَ أخيه هابيل .
وقصّة نوح عليه السّلام وطوفانه .
وهود عليه السّلام وقومه عاد .
وصالح عليه السّلام وقومه ثمود وقَتْلهم الناقة التي أكرمهم الله تعالى بها .
وإبراهيم عليه السّلام وقصّة بنائه الكعبة .
وإسماعيل عليه السّلام وتسليمه لأمر الله تعالى .
ولوط عليه السّلام وقومه بالمؤتَفِكات .
وذي القَرنَين عليه السّلام وفتوحاته .
ويعقوب عليه السّلام وصبره .
ويوسُف عليه السّلام واستقامته .
وأيّوب عليه السّلام وابتلائه .
وموسى وهارون عليهما السّلام .
ومريم وعيسى عليهما السّلام.
وكان دأبُه : أن يُذكّر النبيَّ المصطفى صلّى الله عليه وآله بأنّه لم يحضر هذه الحوادث، وأنّ الله عزّوجلّ هو الذي يُخبره بها.
قال عزّ مِن قائل ( وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا) (2)
وقال ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ ) َ(3)
وقال ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ) (4)
وقال ( وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ )(5).
وتخطّى القرآنُ في إعجازه الإخبار المحض الذي أذعن له أهلُ الكتاب : إلى بيان التحريف الذي وقع في التوراة والإنجيل ، وتحدّى أهل الكتاب أن يكذّبوه إن استطاعوا ..!!
فقال في سورة مريم ( ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) (6)
ثمّ تحدّى الجاحدين ـ على لسان نبيّه ـ بالمُباهلة، فنكصوا ولم يُباهلوا، وصالحوا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله على أن يدفعوا له الجِزية
وقال الله تعالى ـ في ختام قصة نوح: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاء ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ) (7)
ويدخل في الإعجاز الغيبي :
كل ما أخبر عنه القرآن الكريم من حوادث ماضية لم يشهدها النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذا ما تحدث عنه القرآن منذ نشأة الكون .
وما وقع منذ خلق آدم عليه السلام إلى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(2) غيب الحاضر:
ويراد به إخبار القرآن عن عوالم الغيب الموجودة وقت نزوله ..
وهي في مجالين:
المجال الأول: كلام القرآن عن عوالم الغيب الموجودة والتي لم يرها الناس بأبصارهم ولم يتعاطوا معها بحواسهم، كالحديث عن أسماء الله وصفاته وأفعاله، وكالحديث عن الملائكة والجن ومشاهد الموت والاحتضار... الخ
المجال الثاني: كشف القرآن لأسرار ومكائد المنافقين الذين كانوا يكيدون في الخفاء للإسلام وأهله، وينسجون المؤامرات للقضاء عليه .
ومع ذلك : كانت الآيات القرآنية تتنزل بكشف عوارهم وإظهار ما يبطنون من النفاق والمكر.
كالكشف عن : حقيقة قصد المنافقين من مسجد الضرار، وتآمرهم على اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من تبوك.
قال الله تعالى: ( يَحْذَرُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءواْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ) (
(3) غيب المستقبل:
لم يكتفِ القرآن الكريم بإخبار الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله بقصص الأنبياء السالفين الذين لم يشهد زمانهم، حين قصّ عليه قصصهم .
بل أخبر : عن كثير من الوقائع قبل وقوعها، وتمت كما ذكر، وبالكيفية التي وضحها.
علما بأن ما سيأتي حدوثه من الوقائع في مستقبل الأيام لا يعلمه – بلا شك - إلا الله، وقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم شيئاً من الغيب علماً ذاتياً، ولكنه يعلم الغيب الذي يعلمه الله إياه .
قال تعالى: ( قُل لا أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلاَ ضَرّا إِلاَّ مَا شَاء ٱللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوء) (9)
ومع هذه الحقيقة : فقد ورد في القرآن الكريم آيات صريحة تتحدث عن أخبار مستقبلية .
ويلاحظ : أن القرآن مزّق حجابَ المستقبل، وكان لابدّ له أن يتحدّث عن المستقبل على عدّة مراحل:
المرحلة المعاصرة، لكي يعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون وغير المؤمنين أنّه الحقّ .
ومرحلة المستقبل البعيد؛ لكي يعرف كلّ عصر من العصور التي ستأتي أنّ هذا هو كتاب الله الحقّ.
وإذا كان الحديث عمّا سيحدث بعد مئات السنين وآلافها، فإنّ من الواضح أنّه فوق طاقة البشر المحدودة.
ومما يدل على وجه الإعجاز فيها : أنها وقعت كما أخبر عنها القرآن .
فمن ذلك:
1- إخبار القرآن عن مستقبل الإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم:
حيث جزمت آيات قرآنية بانتصار الإسلام والتمكين له، وكان ذلك في آيات نزلت في مكة حال ضعف الإسلام والمسلمين، ثم تحققت وعود تلك الآيات.
قال تعالى: (أَكُفَّـٰرُكُمْ خَيْرٌ مّنْ أُوْلَـئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِى ٱلزُّبُرِ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ) (10)
أراد بالجمع : قريش، وجزم بأنهم سوف يهزمون عند مواجهة المسلمين .
وقد كان ذلك في غزوة بدر الكبرى.
2- إخبارالقرآن بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين:
هو يُزيل عن قلوب المؤمنين الحزنَ الذي لحقها بسبب هزيمة الروم وانتصار الفُرس، وكانت دولة الفُرس الكافرة قد هَزَمت يومذاك الروم الموحّدين فَيَعِد المؤمنينَ بكلام محفوظ متعبَّد بتلاوته لن يجرؤ ولن يستطيع أحد أن يغيّر فيه.
حيث قال تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ) (11)
ولقد كذّب الكفّارُ بهذه النبوءة، وراهَن أحدُهم أحدَ الصحابة أن له عشرة من الإبل إن ظهرت الروم على فارس، وأن يدفع الصحابيُّ للكافر عشرة من الإبل إن ظَهرتْ فارس على الروم، فجاء الصحابيّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وأخبره ـ وذلك قبل تحريم القمار ـ فأمره النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يُخاطره على مائة رأس من الإبل إلى مدّة تسع سنين، ثمّ غَلَبت الروم فارس وربطوا خيولهم بالمدائن بعد سبع سنين من نزول الآيات .
فأخذ الصحابيّ الرهن فتصدّق به بأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم ..
3 - النبوءة بموت أبي لهب كافرا:
يقول تعالى ( تَبّتْ يدا أبي لهبٍ وتبّ * ما أغنى عنه مالُه وما كَسَب * سيَصلى ناراً ذاتَ لهب * وامرأتُه حمّالةَ الحطب * في جِيدِها حَبلٌ من مَسَد ((12)
وهو يُنبئ – في هذه السورة - بأنّ أبا لهب عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله سيموت كافراً فيُعذَّب في النار، ولقد أسلم كثير من المشركين الذين حاربوا الإسلام بكلّ قواهم، كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهم .
وظل أبو لهب على عناده وكفره ..!!
فكيف أمكن التنبّؤ بأنّه - بالذات - لن يُسلم ولو نفاقاً وحَقْناً لدمه، وأنّه سيموت على كُفره ؟!
4 – تحدي العرب بأنهم : سيعجزون ، ولن يأتو بمثل هذا القرآن
تأمّل في قول الله تبارك وتعالى وهو يتحدّى العرب بفصاحتهم وبلاغتهم تصريح القرآن بعجز الناس أن يأتوا :
بمثل القرآن .
وأن يأتوا بعَشرِ سُوَر من سُوَرِه .
ثمّ تحدّاهم أن يأتوا بسورةٍ واحدة .
وختم تحدّيه بتصريحه للحقيقة التي بقيت خالدة مدى الدهر ( لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (13)
( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النار ) (14)
5 - إنباء القرآن بفتح مكّة
أنزل الله تعالى ( إنّا فَتَحْنا لكَ فتحاً مُبيناً ) (15) وقد عاد المسلمون من صلح الحديبية بعد أن حيل بينهم وبين حجّهم ونُسُكهم، فكانت الكآبة والحزن تَعلوانِ وجوههم .
فلما نزلت : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لقد أُنزلت علَيّ آية هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها كلّها .
قال جابر بن عبدالله الأنصاري: ماكنّا نعلم فتح مكّة إلاّ يوم الحديبية .
وقال قتادة: نزلت هذه الآية عند مرجع النبيّ صلّى الله عليه وآله من الحديبية، بُشِّر في ذلك الوقت بفتح مكّة .
ولقد وعد الله تعالى المؤمنين بدخول المسجد الحرام آمنين محلّقين رؤوسهم ومقصّرين لا يخافون.
فقال تعالى (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ) (16)
فدخل المسلمون مكّة عام الفتح وطافوا وقصّروا رؤوسهم آمنين لا يخشون غير الله تعالى.
6 - نبُوءة القرآن بكيفيّة مقتل الوليد بن المغيرة
يخبر القرآن عنه بقوله تعالى ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (17) أي أنّه سيُصاب بضربة على أنفه تُرْديه .
ويستكبر الوليد بن المغيرة عدوُّ الإسلام اللدود، ويتمادى في غيّه وعِناده ، ثمّ يأتي فيحارب الإسلام يوم بدر، فيُصاب بضربة سيف على أنفه تعجّل به إلى جهنّم .. !!
فمَن ـ يا ترى ـ غير علاّم الغيوب بإمكانه أن يجزم بموقع الضربة التي ستُهلك الوليد!
7 - نبوءة القرآن بموت أبناء النبيّ صلّى الله عليه وسلم
أنزل الله عزّوجلّ قوله ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ) (18)
وهي آية تتضمّن إنباءً عن الغيب، وإعلاماً من المطّلِع على الغيوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم لن يكون أبا أحد من الرجال، وأنّه أذا رُزق أولاداً، فإنّ أولاده سيموتون صغاراً قبل أن يبلغوا مبلغ الرجال.
وقد تحقق هذا الإنباء الغيبي، فرُزق النبيّ صلّى الله عليه وسلم إبراهيم والقاسم والطاهر، فماتوا صغاراً.
وهذه الآية الشريفة : لا تتعارض مع آية المباهلة التي سمّى الله تعالى فيها الحسنَين أبناءً لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
قال تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (19)
8 - القرآن يأمر النبيّ بالتربّص بالكفّار الذين يتربّصون به
لقد قال الكفّار عن النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلم :إنّه شاعر .
ثمّ اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم .
فقال أحدهم: احبسوه في وثاق، ثمّ تربّصوا به المنون حتّى يهلك كما هلك مَن قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم ، ثمّ انتظروا موته لينتهي بموته ـ حسب زعمهم ـ الإسلام الذي جاء به .
فردّ عليهم الله تبارك وتعالى ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ) (20)
ثمّ جاء يوم بدر : فنزل العذاب بالسيف على هؤلاء القائلين، وحفظ الله تعالى نبيّه.
9 - القرآن يكذّب وعود المنافقين لليهود
فأنزل الله تعالى ( أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ) (21)
وذلك : حين وعد المنافقون بزعامة عبدالله بن أبي بن سَلول يهودَ بني قُرَيظة والنَّضير أن ينصروهم ويَخرُجَنِّ معهم إن أُخرجوا منها.
وفي هذا الإخبار : دليل على صحّة النبوة، لأنّه إخبار بالغيوب.
ثمّ قاتل النبيّ صلّى الله عليه وآله يهود بني قُريظة ويهود بني النَّضير وأخرجهم، فخذلهم المنافقون حين قوتلوا، ولم يخرجوا معهم حين أُخرجوا.
هذا ..
وفي اشتمال القرآن الكريم على ذلك كله، وإخباره عنه، وتصديق الوقائع لما جاء في القرآن وعدم تخلّفه، ولو في جزئية بسيطة، لدليل على أنه وحي ممن خلق الأرض والسماوات العلى، وأنزله على رسوله ليكون دلالة على صدقه ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (22)
==========
ويقصد به إنباء القرآن عن أخبار الماضين وقصص السابقين، كقصة آدم، وقصة نوح، وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام .
وذكر تفصيلات تلك القصص : يدل على أن القرآن كلام الله وليس كلام رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه من المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمي لا علم له بأخبار السابقين.
ولم يكتفِ القرآن الكريم بإخبار الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله بقصص الأنبياء السالفين الذين لم يشهد زمانهم، حين قصّ عليه ..
قصّة آدم أبي البشر عليه السّلام وخروجه من الجنّة .
وقصّة ابنَي آدم عليه السّلام (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ) (1) وكيف سَوّلت لقابيل نفسُه قَتْلَ أخيه هابيل .
وقصّة نوح عليه السّلام وطوفانه .
وهود عليه السّلام وقومه عاد .
وصالح عليه السّلام وقومه ثمود وقَتْلهم الناقة التي أكرمهم الله تعالى بها .
وإبراهيم عليه السّلام وقصّة بنائه الكعبة .
وإسماعيل عليه السّلام وتسليمه لأمر الله تعالى .
ولوط عليه السّلام وقومه بالمؤتَفِكات .
وذي القَرنَين عليه السّلام وفتوحاته .
ويعقوب عليه السّلام وصبره .
ويوسُف عليه السّلام واستقامته .
وأيّوب عليه السّلام وابتلائه .
وموسى وهارون عليهما السّلام .
ومريم وعيسى عليهما السّلام.
وكان دأبُه : أن يُذكّر النبيَّ المصطفى صلّى الله عليه وآله بأنّه لم يحضر هذه الحوادث، وأنّ الله عزّوجلّ هو الذي يُخبره بها.
قال عزّ مِن قائل ( وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا) (2)
وقال ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ ) َ(3)
وقال ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ) (4)
وقال ( وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ )(5).
وتخطّى القرآنُ في إعجازه الإخبار المحض الذي أذعن له أهلُ الكتاب : إلى بيان التحريف الذي وقع في التوراة والإنجيل ، وتحدّى أهل الكتاب أن يكذّبوه إن استطاعوا ..!!
فقال في سورة مريم ( ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) (6)
ثمّ تحدّى الجاحدين ـ على لسان نبيّه ـ بالمُباهلة، فنكصوا ولم يُباهلوا، وصالحوا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله على أن يدفعوا له الجِزية
وقال الله تعالى ـ في ختام قصة نوح: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاء ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ) (7)
ويدخل في الإعجاز الغيبي :
كل ما أخبر عنه القرآن الكريم من حوادث ماضية لم يشهدها النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذا ما تحدث عنه القرآن منذ نشأة الكون .
وما وقع منذ خلق آدم عليه السلام إلى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(2) غيب الحاضر:
ويراد به إخبار القرآن عن عوالم الغيب الموجودة وقت نزوله ..
وهي في مجالين:
المجال الأول: كلام القرآن عن عوالم الغيب الموجودة والتي لم يرها الناس بأبصارهم ولم يتعاطوا معها بحواسهم، كالحديث عن أسماء الله وصفاته وأفعاله، وكالحديث عن الملائكة والجن ومشاهد الموت والاحتضار... الخ
المجال الثاني: كشف القرآن لأسرار ومكائد المنافقين الذين كانوا يكيدون في الخفاء للإسلام وأهله، وينسجون المؤامرات للقضاء عليه .
ومع ذلك : كانت الآيات القرآنية تتنزل بكشف عوارهم وإظهار ما يبطنون من النفاق والمكر.
كالكشف عن : حقيقة قصد المنافقين من مسجد الضرار، وتآمرهم على اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من تبوك.
قال الله تعالى: ( يَحْذَرُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءواْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ) (
(3) غيب المستقبل:
لم يكتفِ القرآن الكريم بإخبار الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله بقصص الأنبياء السالفين الذين لم يشهد زمانهم، حين قصّ عليه قصصهم .
بل أخبر : عن كثير من الوقائع قبل وقوعها، وتمت كما ذكر، وبالكيفية التي وضحها.
علما بأن ما سيأتي حدوثه من الوقائع في مستقبل الأيام لا يعلمه – بلا شك - إلا الله، وقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم شيئاً من الغيب علماً ذاتياً، ولكنه يعلم الغيب الذي يعلمه الله إياه .
قال تعالى: ( قُل لا أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلاَ ضَرّا إِلاَّ مَا شَاء ٱللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوء) (9)
ومع هذه الحقيقة : فقد ورد في القرآن الكريم آيات صريحة تتحدث عن أخبار مستقبلية .
ويلاحظ : أن القرآن مزّق حجابَ المستقبل، وكان لابدّ له أن يتحدّث عن المستقبل على عدّة مراحل:
المرحلة المعاصرة، لكي يعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون وغير المؤمنين أنّه الحقّ .
ومرحلة المستقبل البعيد؛ لكي يعرف كلّ عصر من العصور التي ستأتي أنّ هذا هو كتاب الله الحقّ.
وإذا كان الحديث عمّا سيحدث بعد مئات السنين وآلافها، فإنّ من الواضح أنّه فوق طاقة البشر المحدودة.
ومما يدل على وجه الإعجاز فيها : أنها وقعت كما أخبر عنها القرآن .
فمن ذلك:
1- إخبار القرآن عن مستقبل الإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم:
حيث جزمت آيات قرآنية بانتصار الإسلام والتمكين له، وكان ذلك في آيات نزلت في مكة حال ضعف الإسلام والمسلمين، ثم تحققت وعود تلك الآيات.
قال تعالى: (أَكُفَّـٰرُكُمْ خَيْرٌ مّنْ أُوْلَـئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِى ٱلزُّبُرِ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ) (10)
أراد بالجمع : قريش، وجزم بأنهم سوف يهزمون عند مواجهة المسلمين .
وقد كان ذلك في غزوة بدر الكبرى.
2- إخبارالقرآن بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين:
هو يُزيل عن قلوب المؤمنين الحزنَ الذي لحقها بسبب هزيمة الروم وانتصار الفُرس، وكانت دولة الفُرس الكافرة قد هَزَمت يومذاك الروم الموحّدين فَيَعِد المؤمنينَ بكلام محفوظ متعبَّد بتلاوته لن يجرؤ ولن يستطيع أحد أن يغيّر فيه.
حيث قال تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ) (11)
ولقد كذّب الكفّارُ بهذه النبوءة، وراهَن أحدُهم أحدَ الصحابة أن له عشرة من الإبل إن ظهرت الروم على فارس، وأن يدفع الصحابيُّ للكافر عشرة من الإبل إن ظَهرتْ فارس على الروم، فجاء الصحابيّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وأخبره ـ وذلك قبل تحريم القمار ـ فأمره النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يُخاطره على مائة رأس من الإبل إلى مدّة تسع سنين، ثمّ غَلَبت الروم فارس وربطوا خيولهم بالمدائن بعد سبع سنين من نزول الآيات .
فأخذ الصحابيّ الرهن فتصدّق به بأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم ..
3 - النبوءة بموت أبي لهب كافرا:
يقول تعالى ( تَبّتْ يدا أبي لهبٍ وتبّ * ما أغنى عنه مالُه وما كَسَب * سيَصلى ناراً ذاتَ لهب * وامرأتُه حمّالةَ الحطب * في جِيدِها حَبلٌ من مَسَد ((12)
وهو يُنبئ – في هذه السورة - بأنّ أبا لهب عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله سيموت كافراً فيُعذَّب في النار، ولقد أسلم كثير من المشركين الذين حاربوا الإسلام بكلّ قواهم، كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهم .
وظل أبو لهب على عناده وكفره ..!!
فكيف أمكن التنبّؤ بأنّه - بالذات - لن يُسلم ولو نفاقاً وحَقْناً لدمه، وأنّه سيموت على كُفره ؟!
4 – تحدي العرب بأنهم : سيعجزون ، ولن يأتو بمثل هذا القرآن
تأمّل في قول الله تبارك وتعالى وهو يتحدّى العرب بفصاحتهم وبلاغتهم تصريح القرآن بعجز الناس أن يأتوا :
بمثل القرآن .
وأن يأتوا بعَشرِ سُوَر من سُوَرِه .
ثمّ تحدّاهم أن يأتوا بسورةٍ واحدة .
وختم تحدّيه بتصريحه للحقيقة التي بقيت خالدة مدى الدهر ( لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (13)
( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النار ) (14)
5 - إنباء القرآن بفتح مكّة
أنزل الله تعالى ( إنّا فَتَحْنا لكَ فتحاً مُبيناً ) (15) وقد عاد المسلمون من صلح الحديبية بعد أن حيل بينهم وبين حجّهم ونُسُكهم، فكانت الكآبة والحزن تَعلوانِ وجوههم .
فلما نزلت : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لقد أُنزلت علَيّ آية هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها كلّها .
قال جابر بن عبدالله الأنصاري: ماكنّا نعلم فتح مكّة إلاّ يوم الحديبية .
وقال قتادة: نزلت هذه الآية عند مرجع النبيّ صلّى الله عليه وآله من الحديبية، بُشِّر في ذلك الوقت بفتح مكّة .
ولقد وعد الله تعالى المؤمنين بدخول المسجد الحرام آمنين محلّقين رؤوسهم ومقصّرين لا يخافون.
فقال تعالى (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ) (16)
فدخل المسلمون مكّة عام الفتح وطافوا وقصّروا رؤوسهم آمنين لا يخشون غير الله تعالى.
6 - نبُوءة القرآن بكيفيّة مقتل الوليد بن المغيرة
يخبر القرآن عنه بقوله تعالى ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (17) أي أنّه سيُصاب بضربة على أنفه تُرْديه .
ويستكبر الوليد بن المغيرة عدوُّ الإسلام اللدود، ويتمادى في غيّه وعِناده ، ثمّ يأتي فيحارب الإسلام يوم بدر، فيُصاب بضربة سيف على أنفه تعجّل به إلى جهنّم .. !!
فمَن ـ يا ترى ـ غير علاّم الغيوب بإمكانه أن يجزم بموقع الضربة التي ستُهلك الوليد!
7 - نبوءة القرآن بموت أبناء النبيّ صلّى الله عليه وسلم
أنزل الله عزّوجلّ قوله ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ) (18)
وهي آية تتضمّن إنباءً عن الغيب، وإعلاماً من المطّلِع على الغيوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم لن يكون أبا أحد من الرجال، وأنّه أذا رُزق أولاداً، فإنّ أولاده سيموتون صغاراً قبل أن يبلغوا مبلغ الرجال.
وقد تحقق هذا الإنباء الغيبي، فرُزق النبيّ صلّى الله عليه وسلم إبراهيم والقاسم والطاهر، فماتوا صغاراً.
وهذه الآية الشريفة : لا تتعارض مع آية المباهلة التي سمّى الله تعالى فيها الحسنَين أبناءً لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
قال تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (19)
8 - القرآن يأمر النبيّ بالتربّص بالكفّار الذين يتربّصون به
لقد قال الكفّار عن النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلم :إنّه شاعر .
ثمّ اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم .
فقال أحدهم: احبسوه في وثاق، ثمّ تربّصوا به المنون حتّى يهلك كما هلك مَن قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم ، ثمّ انتظروا موته لينتهي بموته ـ حسب زعمهم ـ الإسلام الذي جاء به .
فردّ عليهم الله تبارك وتعالى ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ) (20)
ثمّ جاء يوم بدر : فنزل العذاب بالسيف على هؤلاء القائلين، وحفظ الله تعالى نبيّه.
9 - القرآن يكذّب وعود المنافقين لليهود
فأنزل الله تعالى ( أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ) (21)
وذلك : حين وعد المنافقون بزعامة عبدالله بن أبي بن سَلول يهودَ بني قُرَيظة والنَّضير أن ينصروهم ويَخرُجَنِّ معهم إن أُخرجوا منها.
وفي هذا الإخبار : دليل على صحّة النبوة، لأنّه إخبار بالغيوب.
ثمّ قاتل النبيّ صلّى الله عليه وآله يهود بني قُريظة ويهود بني النَّضير وأخرجهم، فخذلهم المنافقون حين قوتلوا، ولم يخرجوا معهم حين أُخرجوا.
هذا ..
وفي اشتمال القرآن الكريم على ذلك كله، وإخباره عنه، وتصديق الوقائع لما جاء في القرآن وعدم تخلّفه، ولو في جزئية بسيطة، لدليل على أنه وحي ممن خلق الأرض والسماوات العلى، وأنزله على رسوله ليكون دلالة على صدقه ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (22)
==========