منتدى المغاربة الأحرار

أهـلا بـك زائــرنا الـكــريم نـورت الـمـنـتــدى
ســجـل نـفـســك مـعـنـا و لا تـــتـــــــــــــــردد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى المغاربة الأحرار

أهـلا بـك زائــرنا الـكــريم نـورت الـمـنـتــدى
ســجـل نـفـســك مـعـنـا و لا تـــتـــــــــــــــردد

منتدى المغاربة الأحرار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى المغاربة الأحرار

منتدى ثقافي شامل لكل أبناء المغرب الأحرار


    الشباب المغربي والفضاءات غير المهيكلة

    avatar
    أسد الأطلس


    المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 22/01/2011

    الشباب المغربي والفضاءات غير المهيكلة Empty الشباب المغربي والفضاءات غير المهيكلة

    مُساهمة  أسد الأطلس الخميس مارس 10, 2011 5:07 am

    ماذا يريد شبابنا اليوم؟ هل شبابنا واعي بقضايا الوطن والأمة؟ كيف يعيش الشباب المغربي وكيف يفكر؟ هل الشباب متأثر بمآزم المجتمع؟ والى أي حد يمكن لشبابنا الحفاظ على القيم المجتمعية؟ هذه أسئلة وغيرها تلاحقنا عندما نطرح موضوع الشباب والفضاءات عير المهيكلة...فمن أين نطل على هذه المقالة وكيف سنطرق أبوابها؟

    إن الشباب اليوم أصبح له تفكير خاص به يواكب التحولات الاجتماعية والثقافية العالمية، وأصبح يستوعب الأمور بشكل يجعله يتخذ مواقف سلبية اتجاه المؤسسات القائمة؛ بداية من الأسرة ونهاية بالمدرسة، وأضحى يأخذ لنفسه فضاء يعبر فيه عن الواقع ويكون بذلك يعكسه بنهجه لأسلوب غير مهيكل وغير خاضع لمنطق التسامح ولا منطق التقبل بل مرتكز على عقلانية الثأر ورد الاعتبار...

    هذا ما نراه أمام جنبات الاعداديات والثانويات وعلى الشارع ...ونشاهده ايضا في شواطئ البحر ...و في الخلاء ...فشباب الألفية الثالثة تبنى أسلوب الهجرة عن المؤسسات الابوية بمفهومها السوسيولوجي؛ الهجرة من الأسرة، الهجرة من المدرسة، الهجرة من دور الشباب...ليتجه نحو فضاءت الشارع، فضاءت لا تؤمن بثقافة التعاقد (لكن يمكنه أن يكون تعاقد من نوع آخر)، لا ثقافة القيم ولا حتى ثقافة المؤسسات، بل تؤمن قط بتهجين الشباب وتمرير خطابات شعبوية ضخمة تكون لها عدة دلالات و سياقات ضمنية، غير خاضعة لمختبر السوسيولوجية العلمية وغير مستوفية لشروط السلامة الإنسانية؛ النفسية والاجتماعية...

    تلك أوصاف الفضاء غير المهيكل، أوصاف لا تعبر عن أحكام وأكليشيهات جاهزة بقدر ماهي غيرة على وقاع شبابنا اليوم، الذي يحمل الكثير؛ طاقة إبداعية خلاقة لو هيئ لها الفضاء...لو سخرت لها الوسائل والإمكانيات ...لو عبدت لها الطريق ووجهة في الصواب الصحيح...

    تبعثرت أوراق مجتمعنا وأصبح يمشي مشيت الغراب، بين ثقافة التغريب التي سيطرت على فلذات أكبادنا وبين ثقافة عصبية لا تخدمنا، وترى الشباب حائرا في صراع يومي بين ضفتين؛ صراع الهوية والبحث عن الذات تارة وصراع التغيرات السوسيو ثقافية والسوسيو اقتصادية تارة أخرى... فماذا ننتظر من شبابنا سوى المواقف السلبية والمواقف الرافضة لمنظومة المؤسسات... كثيرا ما نسمع بظهور ظواهر اجتماعية شبابية جديدة وكثيرا ما نسمع بموجات متجددة فنرتكن إلى التعليق العفوي والهجومي على شبابنا، بيد أننا ننسى أو بالأحرى نتناسى خلفيات تلك الظواهر ومسبباتها؛ التي تعود بالأساس إلى عدم فعالية مؤسساتنا التنشؤوية. فمواقف الشباب وفقا لمقاربة الحتمية البيئية هي انعكاس وتمرد عن الواقع وهي إشراط وردود أفعال عن المجتمع...

    - الشباب و" تشويك- الشعر "...الفضاء المضاد.

    عند نهاية القرن 20 ومع مطلع الألفية الثالثة ظهر أسلوب جديد في قصات الشعر وتجميله...وانتقلنا من الأسلوب الإيطالي إلى الاسلوب الفرنسي و صولا إلى " التشويكة"، فكل جيل وله طريقته الخاصة في قص الشعر وتجميله، و "التشويكة" هاته تختلف من شاب إلى آخر، تستعمل فيها مراهم من أجل تقوية خصلة الشعر لتصير كالشوك على الرأس.

    من الآراء من يعتبرها " بسالة" بلغة الدارجة المغربية، ومن الناس من يقول أنهم يعيشون جيلهم، ومنهم من يرى إنها تعبير عن الواقع المعاش؛ لأن الشوك يبعد الناس عن الشئ ولا يجعلهم يقتربون إليه، كالسياج الذي يوضع على الحدود مثلا. إذا اعتبرنا بأن هذا التحليل له من الصحة ما يجعله قابلا للتأويل فإننا سنخوض في تحليل سطحي من خلال المظاهر الطبيعة، التي توجد بها كائنات متعددة من الأشواك؛ النحل، الورود و الصبار...وكل تلك الكائنات لها منفعتها الخاصة... فرغم "تشويكة" الشباب التي تدل- في مقارنة بالأشواك الطبيعية- على رفضه للمجتمع وحبه الانفراد بفضائه الخاص يبقى الشباب المغربي شريحة لها أهميتها في المجتمع ولها دورها ومكانتها في الحفاظ على القيم المجتمعية...

    - الشباب والزي الفضفاض...فضاء لاستفزاز...

    قديما كان الزي الفضفاض هو اللباس المحتشم الذي يراعي الخصوصية الثقافية و الدينية، ومع تطور المجتمع وظهور ألبسة جديدة أصبح الزي يمثل إضافة قيمية؛ خصوصا لدى الشباب، فهذا الأخير بتأثره بالعولمة تغيرت ثقافة لباسه من الزي الضيق إلى زي فضفاض ليس كالسابق، بل تماشيا مع ما يسمى " الموضة العالمية "...فاللباس الفضفاض عند الشباب يكمن في سروال مزركش وقميص فضفاض يحمل حروفا غربية غريبة " ساقطة"، من الشباب من لا يعرف حتى معناها، إضافة إلى سلاسل كبيرة في أعناقهم ...هذا الزي يفيد في تأويله إلى شقين؛ الأول حب الشباب الظهور بمظهر يخالف الآخر و لإثارة الانتباه عملا بمقولة "خالف تعرف" باعتبار فترة الشباب تعرف تغيرات فيزيولوجية تأثر في نفسية الشاب وتجعله كثير الاهتمام بجسده نظرا للتفاعل الاجتماعي القائم بوجود الغير خصوصا الجنس الآخر...أما الشق الثاني فيفيد تأثر الشباب بالثقافة الغربية وتملصه من الثقافة الأصل التي يعتبرها تقليدانية في العمق ومتجاوزة مما يجعله غير راض بارتداء زيها، وإذا حصل العكس فإنه يحاكم محاكمة اجتماعية من طرف مكونات الفضاء غير المهيكل... هذا كله ليتمكن الشباب من خلال مجاله الخاص إرسال رسائل مشفرة إلى المؤسسات المجتمعية مفادها الرفض لكافة مكوناتها...

    - الشباب و الموسيقى...فضاء لشفاء الغليل...

    للشباب حس موسيقي يتماشى مع مظهرهم الخارجي خصوصا موسيقى "الهيب هوب" و "الهارد رووك"و "الجاز"، هاته الأنواع الموسيقية يلقى فيها الشباب ضالته من خلال؛ إيقاعها أولا، وكلماتها ثانيا و وطريقة ارتداء مغنيها ثالثا. ثلاثية مترابطة تشكل الموقف الشبابي الجديد. فالموسيقى يعتبرها الشباب فضاء يشفي من خلالها غليله وتجعله يحقق رغباته في شتم وسب المؤسسات عبر الاستعانة بمجموعة كلمات تعبر إلى حد ما عن الواقع المعاش؛من فساد و بطالة و رشوة و محسوبية...الخ كل ذلك في إيقاع متناغم يهز مشاعر الشباب ويتركه متأثرا وفي قلبه خدش يذكره بالواقع الأليم...

    - الشباب و المخدرات...فضاء الهروب

    في كثير من الأحيان؛ يستعين الشباب للهروب من الواقع بحبات تنسيهم واقعهم المرير وتتركهم خارج التغطية وتبعدهم عن مطبات الحياة و تناقضاتها. وكثيرا أيضا ما يستسلم الشباب لفضاء مليء بالنزوات اللحظية التي تحقق رغباتهم الآنية؛ رغبات الأنا الشيطانية التي لاترحم في هلوسة عقول الشباب ونزعها من جذوعها وتوهمهم بعالم مزيف؛ عالم افلاطوني يوحي بالمثالية المطلقة و القيم الجوهرية الأصيلة...إنها المخدرات التي تترك الشباب يعيش لحظة في الحياة ولحظات أخرى ما وراء الحياة؛ التناقض مقابل الانسجام، الحقد مقابل الألفة، البكاء مقابل الضحك...و تخلق له تناقضات نفسية عميقة تصيب جوانيتة الشعورية بخلل وظيفي لا يستوعب العلاقة القيمة القائمة بين مكونات المجتمع وخصائصه.

    فشباب اليوم لم يجد بعد البديل ولم يجد غايته، فهو دائم البحث عن الذات و ودائم التنقيب عن تحقيق الذات في صراع جدلي بين الواقع و الخيال، واقع لا يجيب عن تطلعاته وآفاقه ولا يمهد له الطريق نحو تحقيق مراده وخيال يرسم له معالم الجنان و الكمال... مستعينا للهروب من جدل الواقع بجل أنواع المخدرات للوصول إلى الفضاء الأمثل، رافضا كل ماله علاقة بالواقع ومآزمه وتاركا وراءه إشارات واضحة عن مواقفه اتجاهه...فماذا ننتظر إذا من شبابنا؟؟؟

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 5:28 pm